بثينه خليفه قاسم
5 أغسطس 2023
اترك جنودك يا مسكين وفكر في جنود الله..
أخطر شيء على الشخص محدود الذكاء هو احساسه بالعكس تماما أي احساسه بأنه أذكى كائن في هذا الكون.. هذه حقيقة اكدتها الأبحاث حيث يبالغ أصحاب الذكاء الأقل في تقدير قدراتهم ويتعاملون مع غيرهم تحت تأثير هذا الوهم ويدخلون في حروب مستندين إلى هذا التقدير الخاطئ فتجدهم يفكرون فقط فيما هم قادرون على فعله في مواجهة الآخرين وفي الأسلحة التي بين أيديهم دون أي اعتبار لقدرات وأسلحة خصومهم، فتكون هزيمتهم وسقوطهم المدوي.
بينما نجد العكس تماما لدى الأذكياء الحقيقيين الذين ينتابهم الشعور الدائم بأن قدراتهم ومهاراتهم أقل من غيرهم وتجدهم يحسبون لكل حرب حساباتها وينظرون إلى قدرات الخصم وأسلحته أكثر مما ينظرون إلى قدراتهم وأسلحتهم ولا يقدمون على الدخول في حرب وهم غير مستعدين لها، وتجدهم في الغالب يتصرفون وفق الحكمة الصينية: ” لا تظهر قوتك الكاملة للآخرين، ولكن ركز على بناء ذاتك”.
الغبي إذن هو من يهدد كثيرا ويملأ الأرض جعجعة بلا طحن، والذكي هو من يفاجئك من حيث لا تتوقع.
لا تستهين بخصمك أبدا مهما كانت أدواتك ولا يأخذك غرورك إلى الاعتقاد أن ذكاءك وقدرات من يقفون وراءك ستجعلك تدهس خصمك وتسويه بالأرض، لأن ميزان الكون بيد الله الواحد القهار وجنوده الذين لا يراهم غيره ولا يأمرهم غيره.. وتذكر وعد الله للمظلوم بالا يموت ظالم في الدنيا حتى ينتقم الله منه، ومن تمام هذا الانتقام أن يرى المظلوم هذا الانتقام بعينيه.
وتذكر مذلة الظالمين يوم ينادي صاحب الملك: لمن الملك اليوم ؟ ويجيب بنفسه: لله الواحد القهار ، والظالمين مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء، سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار.
انسى جنودك يا مسكين وفكر في جنود الله، فقدراتك وجنودك لا شيء أمام نظرة غضب لمن يقول للشيء كن فيكون، فدع خططك وجنودك يا مسكين، فكلنا تحت سماء الله ولا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله.