24 ديسمبر 2018
أيها السودانيون ..أرجوكم لا تفعلوها.
نـُشر العمود في صحيفة الراكوبة السودانية الإلكترونية، مرفق الرابط أدناه
https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-313611.htm
أتابع كما يتابع العالم ما يجري في السودان الشقيق من احتجاجات بسبب زيادة أسعار الخبز ،وأعرف أن كثير من السودانيين سيقولون لي ما شأنك انت بما يجري في السودان ،وأعرف أن منهم من يعترض حتى على كلمة شقيق ويصب جام غضبه على العروبة والعرب .
ولكنني رغم ذلك أخاف على السودان وأهله ،أخاف على أمنه واستقراره وبقائه كما أخاف على أي دولة عربية أخرى .لا اريد لاحتجاجات السودانيين أن تتسع ،خاصة بعد سقوط قتلى خلال هذه الاحتجاجات لأني أريد للسودان أن يبقى واريد لمسلسل الانهيارات العربية أن يتوقف.
لا أقول هذا من باب التأييد أو التبرير للنظام السوداني ،فأنا لا شأن لي بالنظام ولا بالرئيس، ولكنني أقول هذا من باب الخوف على السودان وأهله .ولا أنكر على السودانيين حقهم في العيش الكريم والتطلع إلى الأفضل ،ولكنني مع ذلك لا أريد أن تزيد الاحتجاجات عن مجرد إرسال رسالة احتجاج لأهل الحكم في السودان .
أعرف معاناة السودانيين وقسوة الظروف وعدم قدرة الفقراء على تحمل أي زيادة في الأسعار وبخاصة الخبز ،ولكنني أقول لهم : أستحلفكم بالله لا تفعلوا كما فعل غيركم ،لا تستبدلوا السيء بالأسوأ.
سيقول بعضكم: لا تصدعوا رأوسنا بنظرية المؤامرة والهراء الذي يقال حول خطة تدمير الأمة ،ومع ذلك أنا أقول لهم انظروا الى الثمن الذي دفعه السوريون والليبيين واليمنيون وغيرهم وفكروا جيدا وستجدون ما أنتم فيه الأن ليس أسوأ مما قد تذهبون إليه .
وسيقول بعضكم ساخرا : من أنت لكي تقدمي نصائح للسودانيين ؟ سبق وقلنا لكي خليكي في بلدك ولا شأن لكي بالسودان والسودانيين ،خاصة وانك لا تفقهين شيئا في الشأن السوداني !
سأتحمل كل هذا دون أدنى غضب وأقول لهم : أنني أخشى أن يكون ما يجري في السودان هو أخر وأطول الخوازيق التي تدق أسفل الأمة كلها .حافظوا على بلدكم أيها السودانيون واحسبوها جيدا قبل أن تمضوا في طريق اللاعودة ،فربما يكون نظام البشير أفضل ألف مرة من الفوضى التامة والاحتراب كما حدث الى جواركم في ليبيا،ليبيا التي ندمت أشد الندم .
وربما يكون الكيزان أقل ضررا من البراميل المتفجرة التي أدت إلى الخراب التام في سوريا، اللهم قد بلغت .. اللهم فاشهد .