ليس غريبا على الذين أتوا على أظهر دبابات الاحتلال الأميركي وأصبحوا قادة للعراق أن يقفوا هذا الموقف من مملكة البحرين التي كانت ولا تزال وفية لعروبتها وداعمة لكل قضايا أمتها العربية.
ليس مستبعدا على الذين حاربوا بلدهم العراق إلى جانب الحرس الثوري الإيراني، أن يسيروا القوافل إلى البحرين لاشعال الفتن فيها، لأن انتماءهم ليس للأمة العربية ولكن للدولة التي أغدقت عليهم العطاء وقامت بتدريبهم من أجل خراب العراق.
ليس غريبا أن يطلقوا أبواقهم الإعلامية تلطخ البحرين ليل نهار وهم الذين سمحوا ورحبوا بالمذابح التي جرت للعراقيين الأبرياء بأيديهم وأيدي الذين أجلسوهم على كراسيهم.
لم يغضبوا مرة عندما اغتصبت فتاة عراقية أو أبيدت أسرة أو حتى قرية كاملة، لأن صعودهم يقتضي أن يقفوا على جبل من جماجم العراقيين وأعراضهم المنتهكة.
لم يقولوا لأحد أن مئة ألف عراقي قتلوا ظلما في العراق وأن الملايين شردوا في أركان الأرض، لأن هذا لا يقتضي أن يغضبوا من أجله مثلما غضبوا من أجل المتظاهرين البحرينيين.
يتهمون البحرين بالطائفية وهم الذين ذبحوا العراق بطائفيتهم المذمومة، وهم الذين كانوا يختارون للأميركيين الأماكن التي تحتوي على أبناء الطائفة الأخرى لكي يقوموا بضربها بليل وأهلها نائمون.
لماذا مدينة الفلوجة بالذات هي التي تم ضربها باليورانيوم المخصب وتم شوي اجساد اهلها بشكل بشع؟
لم يقولوا للعالم كلمة عن مذبحة حفلة العرس التي ارتكبت يوم التاسع عشر من مايو 2004، عندما داهمت القوات الأميركية المدججة بالسلاح إحدى القرى العراقية النائية وقامت بمحوها من الوجود، وبدأت عمليتها بصب وابل من النيران على خيمة عرس كان أهل القرية أقاموها ليلتها، وقتلوا العروسين، وحولوها بمن فيها إلى كومة من التراب. ولم نسمع أن مقتدى الصدر سير قافلة للاعتراض على ذلك، كالقافلة التي أراد تسييرها للبحرين الآمنة التي لم تقتل أبناءها يوما، ولم تميز بينهم.
غضبوا لأن رجال الأمن البحرينيين فضوا اعتصاما طال مداه وعطل مصالح الناس، ولم يغضبوا للفتاة العراقية التي اغتصبت أمام أسرتها وتم قتلهم جميعا.
السيد مقتدى الصدر لا يتذكر عندما وصلته التوجيهات من حكومته الطائفية ليغادر العراق هو وقادة الصف الأول إلى إيران لفترة لكي لا يصيبهم أي أذى عندما تقوم القوات الأميركية بضرب الأماكن القريبة منهم،وطلب من القوات الأميركية أن تبدأ أولا بضرب المناطق السنية، لإعطاء وقت للقادة الشيعة المذكورين ليرحلوا إلى إيران.
ماذا فعلت البحرين لكي يقفوا منها هذا الموقف ويدفعوا اهلها إلى التمرد والعصيان؟ البحرين لكل أهلها وليست لطائفة دون أخرى ولن يقبل بعض أهلها بذبح البعض الآخر كما حدث لدى غيرهم. ما حدث في البحرين لا ولن يرقى أبدا إلى ذبح المئات من العلماء السنة في العراق، ولن يشبه يوما التطهير العرقي الذي يمارس ضد عرب الأحواز في إيران… أين انت يا حمرة الخجل؟