أهل مضايا… إما الموت جوعا أو على أيدي حزب الله

أهل مضايا… إما الموت جوعا أو على أيدي حزب الله

الموت في كل ركن وفي كل لحظة، لأي شيء سوى مشاهد الموت في مضايا السورية التي يحتلها حزب الله اللبناني.
رغم كل المشاهد التي نراها لأطفال ونساء ورجال مضايا السورية المحاصرة، تلك المشاهد التي تبصق في وجه البشرية كلها وتصفع كل الكذابين في هذا العالم، فهذا لا يكفي لكي يعفو حزب الله المجرم عن هؤلاء المساكين الذين تحولوا إلى هياكل عظمية ويتركهم يرحلون عن مدينتهم بحثا عن علاج أو طعام أو كرامة!
حزب الله الذي يدعي الدين ويدعي المقاومة كشف نهائيا عن وجهه القبيح وراح يرتكب جرائم حرب لا مثيل لها على الأراضي السورية والعالم كله يتفرج.
ففي وسط الجوع والموت الذي يواجهه الناس كل لحظة لا يسمح لهم حزب الله بترك ديارهم إلا إذا وقعوا على تنازلات عن كل ما يملكون في هذه المدينة المنكوبة، فأين المدافعون عن حقوق الانسان وأين العالم المتمدن الذي صدع رؤوسنا بالحديث عن هذه الحقوق؟
الأمر تماما كما يقول الشاعر: إذا خلا الجبان بأرض… طلب الطعن هنالك والنزالا.
وخلت مضايا لحزب الله بعد أن تبخرت كل وعود الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية التي قالت إنها ستدخل عيادات متنقلة وسوف تقوم بإخراج الحالات الحرجة لتلقي العلاج خارج هذه المدينة، ولم يبق أمام أهل المدينة إلا أن يوقعوا لبلطجية حزب الله على ورق أبيض وأن يتنازلوا عن عقاراتهم ويوقعوا على إقرارات بعدم العودة نهائيا إلى مضايا وأن يدفعوا آلاف الدولارات ثمنا للمواصلات التي ستنقلهم إلى خارجها.
والذين لا يملكون شيئا في مضايا لابد أيضا أن يدفعوا ثمنا للخروج بجلدهم من جحيم حزب الله وهذا الثمن لا يقل عن خمسة آلاف دولار للفرد لكي يتم نقلهم من المدينة التي بدأت تشهد بالفعل تغيرات ديموغرافية على أيدي التابعين للحزب، حيث يتم تغيير هوية المدينة بالكامل لتصبح مدينة حزب الله أو مدينة إيران!
فأية أخلاق وأي دين وأية إنسانية تحرك هؤلاء ليرتكبوا هذه الجرائم الشنيعة؟ لقد سقطت كل الأقنعة وظهر الجميع على حقيقته وظهر الوجه القبيح لكل المتسترين بالدين من أجل خداع الناس ودغدغة مشاعر البسطاء المستغفلين.
هذا هو المشهد بكل قبحه، وهذا هو أمير المقاومة الذي أقام الدنيا ولم يقعدها لأن مواطنا سعوديا شيعيا قد حوكم ونفذ فيه الحكم مع غيره من عشرات المواطنين السنة، فماذا بعد وأية نكبات أخرى تنتظر هذه الأمة؟
أين الكتاب المحترمون الذي يكتبون عن أسعار المحروقات وأسعار اللحوم ويفتشون في أمور صغيرة أمام هذه المشاهد التي لم يعرفها العالم من قبل؟.