لست من أنصار النائب السلفي الشيخ عادل المعاودة، ولست من أعدائه الذين جردوا سيوفهم البتارة وأعلنوا الحرب عليه، ولكني مع ذلك أستغرشب الحملة المسعورة التي انطلقت تجلد الرجل واستخدمت فيها الجمل المقعرة والمفردات الثقيلة، على خلفية تصريحات قديمة وأخرى جديدة حول الوضع في سوريا تم الدمج بينها بنوع من المغالطة التي تنم عن مهارة كبيرة وقدرة على التصيد لدى اصحاب هذه الحملة العنترية.
بلغوا في نقدهم للمعاودة وتسفيههم لما صدر عنه درجة لم يبلغوها ضد كل الذين تلطخت أيديهم ولحاهم وعباءاتهم وعمائمهم بدماء الشعب السوري المسكين.
من أجل كلمة أصبح المعاودة مسؤولا عن كل كوارث سوريا، وأصبح مسؤولا في الدنيا أمام المسلمين عن فعلته، ومنتظرا لعقاب الله يوم القيامة!
لا يمكن ان يكون سبب الحملة البربرية التي أطلقت ضد المعاودة أنه قال إن “داعش” مارقة من الدين، حتى إن كان قد دعم المقاتلين الذين يقاتلون نظام الأسد في سوريا قبل عام!
فهذه المحاججة – على ما فيها من مغالطة – لا تبرر لهذه الأقلام ان تمارس حملة الشيطنة التي أمعنت فيها ضد الرجل.
ولنا أن نسأل أصحابها عن الذي كتبوه عن الذين يذبحون السوريين ليلا ونهارا ويفتخرون بوقوفهم إلى جانب النظام الموالي لإيران؟ ونقول لهم هل كلمة المعاودة أنتجت من الأهوال والخراب اكثر من الذي أنتجه جيش نصر الله الذي ذهب إلى سوريا وحارب شعبا آمنا كل جريمته أنه أراد تغيير حكامه.
أغلب الظن أن هدف هذه الحملة – إلى جانب العداء التقليدي الذي لا داعي للخوض فيه – هو صرف الأنظار عن جرائم حسن نصر الله في حق السوريين وخلق عدو جديد يتم التصويب عليه بدلا من التصويب على الذين أجرموا في حق الأمة كلها.
عادل المعاودة قبل عام قام بتقديم معونات للمقاتلين الذين يحاربون الأسد، ثم بعد عام انتقد جماعة داعش وقال إنها مارقة من الدين، وهنا الجريمة التي اكتشفوها من خلال تحليلهم الخنفشاري لما فعله قديما وما قاله حديثا!
ونحن نسألهم هنا: هل داعش بالتحديد هي المجموعة التي قام المعاودة قبل عام بمعاونتها، ام أنه قام بمعاونة مقاتلين آخرين يقفون إلى جانب الشعب السوري المقهور الذي يجبر على ترك دياره، ويهتك عرضه؟ والأهم من ذلك: هل داعش التي يتحدثون عنها تحارب إلى جانب الشعب السوري أم تقتل الجيش الحر وتتولى تخريب المدن خدمة للأسد ورجاله؟
اسألوا الذين يعلمون ماذا يجري في الميدان لكي تعرفوا ان داعش مجموعة لا تخدم سوى إيران ومن يدورون في فلكها، ومهمتها في العراق معروفة للجميع، فهي تستخدم من قبل إيران من أجل شيطنة السنة وإظهارهم كإرهابيين لتبرير تصفية الحكومة العراقية الطائفية لهم في الفلوجة وفي الرمادي، وهي في سوريا لا تساند سوى الأسد وحزب الله وإن كان ذلك يتم بأشكال وتكتيكات لا يفهمها الأغبياء من الناس.