الولايات المتحدة وأتباعها الغربيون يواصلون انتقاداتهم وتنديداتهم العمليات العسكرية الروسية في سوريا ويعلنون استعداد حلف الناتو حماية مصالح وأمن أعضائه كتركيا التي تعرضت أجواؤها لانتهاكات من قبل الطيران الروسي ويتهمون روسيا بتوجيه عملياتها للمعارضة السورية وليس لتنظيم داعش.
ونحن العرب لا دور لنا حاليا في سوريا سوى ممارسة الفرجة والاكتفاء بما لدينا من بلايا لا يعلم إلا الله كيف ومتى تنتهي!
الولايات المتحدة وأتباعها يلومون روسيا لأنها تقف إلى جوار الأسد لتمنع سقوطه، وهي التي أوصلت سوريا والمنطقة كلها إلى ما وصلت إليه الآن، فهي التي حالت دون سقوط الأسد وحافظت على توازن القوى المتصارعة في سوريا طوال السنوات الماضية، وهي التي قدمت للمعارضة السورية أسلحة فاسدة، وهي التي أعلنت مؤخرا استعدادها للتفاوض مع الأسد والقبول به كطرف في العملية السياسية في سوريا.
الذي يجب أن نفهمه جيدا هو أن الولايات المتحدة تريد لسوريا ما أرادته لليبيا واليمن ومصر والعراق، فهي تريد للأسد أن يسقط ولكن عند لحظة معينة من الصراع وهي لحظة سقوط سوريا كلها وتقسيمها وتحويلها إلى دويلات صغيرة. ولو كان الأمر غير ذلك لقامت هي وحلفها بإسقاط الأسد في وقت أقل من الوقت الذي أسقطت فيه القذافي.
وبما أن روسيا بتدخلها لصالح الأسد يمكن أن تنهي الصراع لصالح طرف، فهذا ضد المخطط العام للعالم العربي الجديد، وبالتالي لابد أن يتم التنديد بها، وربما يتم اتخاذ التدخل الروسي المباشر ذريعة لتعامل أميركي جديد مع المنطقة بهدف إتمام مخطط التقسيم.
أما الأمة العربية فلا قدرة لها على الفعل لأنها أصبحت غارقة في الطائفية حتى أذنيها، ومن منها بلا طائفية تاريخية أصبح يعاني من طائفية اصطناعية مخلقة أو متولدة من خلال مؤامرة الربيع العربي التي خصصت لإشعال النار في كل أركانه.
لقد سارت الأمة العربية خلف أوهام الديمقراطية والحرية والشعارات الفارغة التي تولت آلة الاعلام الغربية ومثيلاتها من القنوات العميلة على الأرض العربية ترويجها خلال السنوات التي مضت، مستغلة في ذلك استبداد بعض الجمهوريات العربية وتغلغل الفساد في أركانها والأوضاع الاجتماعية السيئة للشعوب العربية الحالمة بأوضاع أفضل.
وكل ما نخشاه في ظل هذه الحالة التي تمر بها الأمة ان نتفاجأ بما لا يخطر لنا على بال من قبل الدول الكبرى، خصوصا الدول التي عشنا عقودا نعتقد أنها السند والحامي لأمننا وبقائنا.