أمريكا وإيران واللعب على المكشوف

أمريكا وإيران واللعب على المكشوف

بثينه خليفه قاسم

١٩ نوفمبر 2019

 

أمريكا وإيران واللعب على المكشوف

 

ما يجري في العراق وفي لبنان وفي إيران كله شيء واحد وكله يبين أن اللعب قد أصبح على المكشوف بين الولايات المتحدة وبين ايران، فالأولى تريد تأديب الثانية وتقليص نفوذها في المنطقة والثانية تكابر وتسعى إلى تثبيت نفوذها المهدد خاصة في العراق وفي لبنان.

 

قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني شبه مقيم في بغداد لدعم حكومة عادل عبد المهدي ومنع سقوطها رغم النار المشتعلة في شوارع بغداد وغيرها من مدن العراق التي ضاقت بالفوذ الإيراني ،خاصة بعد فضيحة الجواسيس التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمــــز الأمريكية .

 

وحسن نصر الله في بيروت يواصل خطبه الحنجورية وإعلان ولائه المطلق لما أسماه حسين هذا الزمان علي خامنئي .

 

ولكن يبدو أن الخرق قد اتسع على الراقع، فلا إقامة سليماني في بغداد ستسكت مظاهرات الشعب العراقي الجبار ولا خطب نصر الله ستقنع اللبنانيين بمغادرة الشارع بعد صموا أذانهم أمام كل محاولات إدارة الأزمة من قبل ساسة لبنان .

 

صحيفة نيويورك تايمز كشفت عن وثائق مخابراتية إيرانية تبين مخطط إيران للهيمنة على المنطقة وتفضح علاقتها بساسة وحكام العراق الذين يقومون بتنفيذ كل ما تريده إيران على اعتبار أنها صاحبة الفضل عليهم، وكشفت أن هؤلاء الساسة هم أداة إيران في تنفيذ مخطط تصدير الثورة إلى العراق .

 

ولكن الشعب العراقي لم يتفاجأ ولم يشعر بالصدمة لما نشرته نيويورك تايمز ،لأن كل هذا وأكثر معروف بدقة ليس فقط للمحللين السياسيين وكبار الإعلاميين في العراق ،ولكنه معروف لكل هؤلاء المحتشدين في الشوارع الذي يصرخون ” إيران بره بره ..العراق حرة حرة ”

 

عندما قرأت ما نشرته نيويورك تايمز عن فضيحة الجواسيس في العراق ،تذكرت مضمون كتاب نشر في بداية الاحتلال الأمريكي للعراق وهو كتاب الكاتب الإيراني المقيم في الغرب ،والي ناصر ،وهو كتاب يسمى ” نهضة الشيعة ” الذي قال فيه كاتبه أن إيران قامت مع مجيء الاحتلال الأمريكي إلى العراق بادخال نصف مليون ايراني إلى العراق وأعطتهم أسماءا عربية لكي يتولوا مقاليد الأمور ويقوموا بتنفيذ مخطط إيراني كامل للهيمنة على كل مفاصل الدولة العراقية .

 

ولكن بعد كل هذه السنوات اشتعلت النار ،ليست فقط في بيروت وبغداد ،ولكن في طهران نفسها ،وفي توقيت واحد ،والغريب أن معظم الذين أشعلوها ،خاصة في العراق، شيعة وليس سنة .