في اليوم الذي انطلقت فيه إيران تعربد في أرجاء الأمة العربية وتهز استقرارها، في اليوم الذي هب فيه العرب يدافعون عن أمنهم واستقرارهم في مواجهة الخطر الإيراني المتنامي، وجدنا الولايات المتحدة تقدم المكافآت لإيران وتعقد معها الاتفاقات، ونحن لا نلوم إلا أنفسنا!
نعم نحن لا نلوم إلا أنفسنا، فها هي الولايات المتحدة ومعها حلفاؤها الغربيون يقدمون التنازلات لإيران ويعقدون معها الصفقات، لا نلوم إلا أنفسنا لأننا لم نفعل كما فعلت وكما فعل كل الذين يخافون على أمنهم.
أميركا تقول للعالم إن هذا الاتفاق سيؤدي إلى الاستقرار في الشرق الأوسط، ونحن لا ندري ما الذي تقصده الولايات المتحدة بالشرق الأوسط؟ النار تشتعل في كل أركان الشرق الأوسط، خصوصا في الدول العربية،وأوباما يقول إن الاتفاق سيؤدي للاستقرار! أي استقرار هذا يا سيد أوباما وقد انطلقت الحرب الطائفية التي أعددتم لها أنتم وإيران التي تقدمون لها التنازلات الآن.
لقد أصبحنا نحن العرب كالأيتام على موائد اللئام في هذا العالم الذي لا يحترم سوى القوة ولا يتفاوض إلا مع الذين يملكون التهديد ولا نلوم إلا أنفسنا، فقد كنا الأولى والأحوج إلى التسليح، إلى البرامج النووية لكي يستمع إلينا العالم ويتحرك دبلوماسيونا بصلف وتركز عليهم كاميرات التصوير في العواصم الغربية، ولكننا لم نحسب حسابا لأيامنا السود ولم نستفد من دروس التاريخ.
الاتفاق الذي تم بين الغرب وإيران هو اتفاق تنازلات من الطرفين، حيث ستخفض إيران من تخصيب اليورانيوم كما أذاعت وسائل الإعلام وتسمح برقابة شفافة لبرنامجها النووي، وسيقدم لها الآخرون تنازلات أخرى غير واضحة لنا بالكامل!
إذا كانت إسرائيل التي تمتلك بالفعل القنبلة النووية وتملك من السلاح ما لا تملكه إيران تملأ الدنيا صراخا بسبب اتفاق الغرب مع إيران، وإذا كان الجمهوريون في الولايات المتحدة يعتبرون ما قامت به إدارة أوباما نوعا من الخيانة، فماذا نقول نحن العرب، وكيف نصدق حكاية استقرار الشرق الأوسط التي يتحدث عنها أوباما؟
لو كنا قد فعلنا مثلما فعلت باكستان الفقيرة وامتلكنا سلاحا نوويا لاستمع إلينا العالم بإصغاء في الوقت الحالي،ولما احتجنا أن نختلف ونقدم ألف تحفظ على إنشاء قوة عربية مشتركة تنقذنا مما نحن فيه من بلاء صنعه لنا هؤلاء الأقوياء الذين يتفاوضون الآن.