أردوغان ونظرية جديدة

أردوغان ونظرية جديدة

بثينه خليفه قاسم 

6 نوفمبر 2020

أردوغان ونظرية جديدة

الرئيس التركي رجب أردوغان أطلق تصريحا جديدا وغريبا الأيام الماضية يبين أنه يمر حاليا بحالة من الارتباك نتيجة لفشل مخططاته في أكثر من مكان وتعرض مشروعه التوسعي لضربات متتالية والعزلة التي تعرضت لها تركيا بسبب كثرة العداءات التي أحدثتها سياسات إيران في ليبيا وسوريا وأذربيجان وفي شرق المتوسط وأطماع أردوغان في غاز المتوسط.

الرئيس أردوغان قال بالحرف الواحد أن كل أرض عليها جنودنا هي جزء من أرضنا، وهذا هي المرة الثانية التي يتحدث فيها الرئيس التركي صراحة عن أطماعه الخارجية في ليبيا وسوريا وغيرهما، ولا مانع أن تكون الأرض القطرية أيضا أرضا تركية، طالما أن السند الوحيد لملكية الأراضي هو وجود أتراك عليها، فتركيا لها جنود كثيرين على الأراضي القطرية. وقد كان أردوغان في السابق قد صرح علنا أيضا أن سوريا وليبيا هي ميراث أجداده.

هذا التصريح يبين إلى أي مدى وصل الرئيس التركي إلى الاستهانة بالدول العربية التي سقطت في الفوضى وأصبح مفتوحة على مصراعيها أمام المليشيات والمرتزقة الذين يجلبهم أردوغان لكي يتولون إكمال تخريبها وتحويلها إلى أرض محروقة وجاهزة للاتهام من قبل أردوغان ،ومن سخريات القدر أن غالبية هؤلاء المرتزقة جاءوا من سوريا الدولة القومية ذات التاريخ العروبي .

والذي يتابع سير الأحداث في ليبيا تحديدا يجد أن الرئيس أردوغان حريص دائما على بقاء الصراع هناك دون حل وكلما عقدت جولة من المفاوضات يقوم بوضع العصي في دولاب هذه المفاوضات عن طريق استدعاء الموالين له لكي يقوموا بوضع العقبات ورفض أي صيغة يتم التوصل إليها مفضلين أن يبقوا في مناصبهم ولو على حساب وحدة تراب بلادهم.

ذلك لأن حل الصراع هناك معناه أن ليبيا ستكون لليبيين فقط وأنه لا مجال للغريب وأن المليشيات ستعود من حيث أتت وينتهي الحلم الأردوغاني في استعادة ميراث الأجداد.

لو كانت الشعوب العربية تعرف أن نهاية ربيعها أو خرابها العربي ستكون نهايته هكذا تمزق وانهيار للجيوش وتفتيت للأراضي ودول مفتوحة على مصراعيها للطامعين فيها من ترك وفرس لحمدت الله على ما هي فيه، ولكن اليوم لا ينفع الندم، ولن تستطيع هذه الدول التصدي لأطماع أردوغان وإيران إلا إذا أعلت المصلحة الوطنية على المصالح والانتماءات.