قرأت في جريدة بحرينية خبرا يقول إن مواطنا بحرينيا صحا من نومه على محاولة اعتداء جنسي على زوجته، وجاء في تفاصيل الخبر أن هذا المواطن استيقظ صباح الجمعة لأداء الصلاة في المسجد، ولكنه تفاجأ بصراخ زوجته، مما اضطره للعودة مسرعا للغرفة، وإذا بالمتهم “الذي هو بحريني من أصول عربية” يخرج من غرفة الزوجة وهو يرتدي ملابس داخلية ويتجه نحو غرفة البنات، وأن المواطن البحريني دخل معه في شجار بالأيدي حتى انهارت أعصابه “أي المواطن صاحب البيت” وأغمى عليه وعندما استيقظ وجد عينه متورمة. وفي هذه الأثناء حسبما نقلت الجريدة على لسان المواطن قام ابن المواطن البحريني بضرب هذا الشخص المعتدي حتى أتت الشرطة للمنزل بعد تلقيها بلاغا من البنات.
وعلى الرغم من تضامننا مع هذا المواطن البحريني ورفضنا لمثل هذه الاعتداء المشين على حرمة بيته، إلا أن الخبر الذي نشرته الجريدة البحرينية به سذاجة تؤدي إلى الإساءة للمواطن البحريني أكثر من الدفاع عنه،رغم أن محرر الخبر اجتهد في محاولته الساعية لاستفزاز مشاعر المواطنين ضد العزاب الأجانب وتركيزه على كون المتهم من أصل عربي.
علينا أن نقرأ الخبر جيدا لنعرف كيف أساء المحرر للمواطن المنكوب الذي انتهكت حرمة بيته وكاد يفقد حياته دفاعا عنه، فالمحرر بدأ الخبر بلقطة تبين وجود هذا الشخص المعتدي بالفعل داخل بيت المواطن البحريني، وكأن هذا المتهم هبط من السماء أو اخترق الجدران حتى وصل إلى غرفة نوم صاحب البيت وتجرد من ملابسه، إلا الداخلية منها، وعندما رآه المواطن كان يغادر غرفة الزوجة متجها إلى غرفة البنات!
كيف قبلت الجريدة خبرا بهذا الشكل الذي يفجر ألف سؤال وسؤال في ذهن من يقرأه؟ وأول سؤال سيتبادر إلى الذهن هو كيف دخل هذا المعتدي إلى البيت؟ هل كسر الأبواب أم كسر الجدران؟ ولماذا لم يشعر المواطن بكل هذا قبل أن يراه في غرفة نومه؟
نحن جميعا ضد الاعتداء على حرمة البيوت ولكن يجب علينا أن نعبر عن رفضنا بذكاء ومهنية لا تؤدي إلى السخرية؟
ليت المحرر أعد حكاية محبوكة أكثر من هذه التي حكاها على لسان المواطن المسكين، خصوصا أن الواقعة حقيقية وأن الرجل دخل بالفعل إلى بيت المواطن البحريني وهذه جريمة يحاسب عليها مهما كانت الطريقة التي دخل بها إلى البيت، كما أن الشرطة أتت فعلا وقبضت على المتهم داخل البيت.
هناك إذا مجرم، وهناك ضحية، وهناك شرطة أدت واجبها في نجدة الضحية، ولكن خيبة الأمل الوحيدة كانت واضحة في الخبر.